لا تحزنى يا رفيقة
لا أعرفه جيداً , ولا أريد !
كل ما أتاكد منه , أن صديقه قد فارقه , ليس فراقاً مؤقتاً لـ سفرٍ ما خارجِ البلدان
وإنما كان سفراً أبدياً خارج الحياةِ .
أقابله مراتٍ ليست بالكثيرة , ولا أدرى ما سرُ تدفق مقلتيَ بالدمع بتلك السرعةِ الغيرِ معهودة !
أهذا حزنٌ على حالِه أم خوفٌ على أحوالِنا جميعاً .
أفكرُ كثيراً ماذا عساهُ أن يفعل بدون رفيقه هذا ؟!
أترى يوماً يرفع هاتفه ليتحدث إليه ليخبره بشأنه وحالهِ ؟
أترى يوماً يبعث إليه رسالةً يعلمه أنه بانتظارهِ كما تعودا ؟
أتراه يكتب ما وصل إليه فيما اتفقا عليه من سباقٍ على طاعةٍ ؟
يذهب فكرى هنا وهناك , أتخيل حاله وهو يكتب رسالته وفى نصفها يتذكر أنه لم يعد هناك مجيب !
لا أحد سيشاركه تفاصيله كما تعود , لا أحد يُضفِى عليه من بركات الصحبة بينهما ,
لا أحد يمازحه حتى فى متطلبه فى زوجته المستقبلية الذى وضعاه معاً -كما قال- .... لا أحد !
يُجن ويشتت ذهنى , ألعن الفراقَ الذى يُوصل صاحبه لـ حالةٍ لا مفهوم لها ;
جسدٌ فـ دنيا وعقلٌ فـ ماضِ وقلبٌ قد فارقهُ مع آخر حفنةِ تراب أغلقت قبرَ رفيقهِ .
أتفكرُ وما فائدة أن نحيا حياةً نشارك غيرنا ويشاركونا تفاصيلها ,
ما فائدة هؤلاء من نكون لهم رفاق ويكونوا لنا إذا ما غادرناهم يوماً أو غادرونا !
أتذكر رفيقاتى إذا ما يوماً لم أجد إحداهن معنا , وإذ نجلس جميعاً كما نفعل , وفجأة نقول : كانت بيننا !
لعن اللهُ الفراقَ .
أتخيلنى كما تعودت أرسل إليها , سأنتظركِ هناك , سأنتهى فى تمام الساعة ونتقابل بعدها !
لعن اللهُ الفراقَ .
أتخيلنى أحادثها لأخبرها بأمرٍ أحزننى و أريدُ دعمها لي كما تعودتُ !
لعن اللهُ الفراقَ .
أتخيل أن كل ما يحدث بيننا هذا , يمكن أن يصيريوماً إلى ذاكرة تحفظه مع مرور الأيام لأتذكره من آن لآخر !
لعن اللهُ الفراقَ .
أعلم أننا مجبولون على المشاركة , على التآخى , على أن نجعل حياتنا كـ دوائر تُحاط بنا ,
تطمئننا وتشُدُ على سواعدنا . ولكن ما نهاية ذلك كله , ما فائدة إذا انقطع جزء فـ الدائرة ,
كيف لنا أن نعيش بهذى الثغرات !
لعن اللهُ الفراقََ
أحاول جمع تلك النفس المتبعثرة فى داخلى , أهدئها, أقول وما تسمى الدنيا بـ الفانية
إلا لأنها ستنتهي حتماً ! غداً موعدنا فى دار البقاء ~
أما هذه هى الصحبة التى ستأخذ بإيدينا هنا وهناك , أما هؤلاء من سيتذكروننا دائماً بالدعاءِ ؟!
لعل هذا ما يربط على قلبِ أخينا هذا , ربما تعاهد هو و رفيقه إنهما سيكونان معاً دائماً
حتى و إن فرقتهما الليالى , فهناك موعدٌ لن يُخلفه أحدٌ منهما ;
سيكونان فى الجنةِ جالسين , يتذكران أيام الدنيا الحزينة ضاحكين ~
فـ ربما لقاؤنا مع من نحب هنا هو إقرار على العهد بيننا :“ سنكون سوياً هناك ”.
أتطمئن حالى ,
كيف لكِ ولـ خوفكِ من الفراق وقد اتخذتى عهداً معهن جميعاً ؟
كيف ترددين من آن لآخر ”على سررٍ متقابلين“ وتخشين الفراقَ ؟!
فـلتصبرى يا نفسُ ما حييت , ولا تحزنى إذا فارقكِ أحدهم ,
عله بالنسبةِ لكِ فراقٌ و إنما هو فـَ ”راقَ“ -له ذلك- ~
ربط اللهُ على قلب أخينا ذاك , ولحقه بصاحبهِ فى جنة الخلدِ .
وأنزل السكينةَ فى قلوبِ كلِ من فقد عزيزاَ له ~
فانيةٌ يا الله , فلا تجعلها تُشقينا ~
لعن الله الفراق و قابل ما لنا من سرر مع من نحب.
ردحذفلمستني يا أمل في الوقت دا <3
<3 على سرر متقابلين
حذف