قبل أن ألتقيك ، لم نكن غرباء .
أتذكر أني كنت صغيرة حين سمعت شيخاً يقول : أن الله خلق أرواحنا جميعها في عالمٍ ، يُسمى " عالم الذر " قبل أن نُخلق على وجه البسيطة ، وهناك " فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . "
حين تقابلنا للمرةِ الأولى جالت تلك المقولة من الحديث النبوي في رأسي كثيراً ، شعرت وكأني أعرفك جيداً ، اعرف ما يهمك ، وما تود الحديث عنه ، لقد عرفتك قبل أن نتحدث في أمورٍ كثيرة أو أيّ شيء .
لم أشعر بغربتي ؛ التي طالما أجدها في معاملاتي مع الكثيرين ، ظننت أنّ روحانا قد تقابلتا هناك قبل أن نُوجد وأنهما قد ائتلفتا ، وبشدة ...
كلما تجاذبنا أطراف الحديث - فيما بعد - تأكد ظني أكثر وأكثر ،ولكني لم أكن أعلم أننا نتقارب هكذا لنفترق !
ليت الأيام التي جمعتنا - والتي قد وددت أن تمر سريعاً لتكون كثيرة - توقفت أو مرت ببطء شديد .
اليوم ، كلما مررت بمكان جمعنا يوماً ، أقف وأنظر فـ أرانا هناك ، نتحاكى ، أراني مترددة في وصف مشاعري وأراك متذمراً من هذا وأني لم أقل ، ابتسم ...
لكن سرعان ما تساورني الأحزان حين أتذكر أن الأمر - الآن - أصبح على النقيض تماماً لما وددنا أن يكون !
أودُ أن أمرّ مرور الكرام عليها ، لكني لا استطيع !
لا أعلم
إذا كان القدر سيجمعنا ثانيةً أو ربما يُهيأ لـ لقائنا صدفة يوماً ما ، ولكن حتى يحين ذلك ، ستظل الروح الوحيدة -إلى الآن - التي أمنت جوارها ، من لم تكلفني عبء شرح أو تفصيلٍ لأي أمرٍ أردت إخبارك به ، التي استوعبت ترددي وتفهمت ما لم استطع قوله ، التي آلفتها وآلفتني ، و رغم تقصيري في طمأنينتها لكنها دوماً ما تطمئنني ~
مثلما تركتُ مجيئك بتدبير القدر ، سأترك عودتك له أيضاً ، عله يفاجئنا ويعوضنا عن كلِ ألمٍ قد أصابنا يوماً.
و تذكر دائماً
أنه من أجل التمكين فلابد من وقوع الابتلاء ، فلنصبر قليلاً على ابتلاء فراقنا ، علها تضيق فـ تفرج .
ولنظل على طريقنا نسير كما كنا ، حتى يُقدَر لنا اللقاء ~
"فاللهم اطوِ عنا بُعده ". .
تعليقات
إرسال تعليق