لا صُلح بين قلبين , تباعدَ فكرهما ~
حدثتنى عنه كثيراً , وفى كل مرةٍ أرى تلك اللمعة فى عينيها والتى لا تظهر إلا عندما يُذكر اسمه أو موقفاً يجمعهما .
أكاد أشعر بدقاتِ قلبها المتراقصة على أنغامِ قصةٍ عنه ; ترويها هى أو يقصها علينا أحدهم .
تقول :
" كان جميلاًمعى فى كلِ شىء " وتكمل عبارتها " إلا شيئاً واحداً لم يجتمع فكرانا "!
عندما تلاقينا للمرةِ الأولى أُعجَبت بذاته , سمعت من تقول لى : تمهلى , فـ الرضا عن جمالِ الوجه نصفُ القبول , وجمال الروح هو النصف الآخر . وأخذت تزيد عليَ كيف أفكر وأزن الأمور .
كنت حينها أبحث عن الذات .. أبحث عن ماهية روحه .. أبحث عن فضائه المتسع بأفكاره المحدود بزواره .. وأعجبنى ذلك فيه كثيراً !
مع مرور الوقتِ , بدأت أشعر ويكأنها الذات التى خُلقت لى , التى ستكملنى ; يعجبنى أحكامه التى يصدرها على الأمور , نظرته الثاقبة للمعنى , استرساله فى توضيح فكرته بدوافعها .. تيقنت وقتها أنى أريده هو .. لا أريد سواه .. ربما شعر بذلك أيضاً تجاهى , لا أعلم !
ربما..
اكتملت فرحةُ القلبِ بعد أن رآه مؤنساً له حينما أبلغتنى أمى بموعد الخطبة فـ ها قد شاء القدر للقلبين أن يجتمعا , أن يتلاقا فضاؤهما لتسبح فيه أفكارهما سوياً .. و قد تمت .
لا أعلم ما اعتال النفس من بعدها وما السبب وراء ما بدأت أشعر به بعد خطبتنا ; ربما لأننا تحدثنا أكثر من ذى قبل فـ رأيت حينها بُعد الروحين واختلافهما . ربما تعمقتُ فى التفكيرِ فى إتمام تلك العلاقة فـ ما زاد العقل إلا حيرةً وتردداً !
أو ربما كما أخبرتنى أمى أنه حسد , ويجب علىَ أن أقرأ المعوذتين كلما تلاعبت الفكرة فى رأسى !
أتدرين أى فكرة ؟!
لقد قررت الانفصال !
نعم.. بدأت جدياً أفكر فى قرارى هذا - وكما تعودت طيلة حياتى - أرى الأسباب والدوافع ومن ثم النتائج على هذا القرار .
بعدها عرضتُ الأمرَ على أمى , علها تُقدم لى نصيحةً قد غابت عن ذهنى , تناقشنا ولكنى لم أُعدل عن قرارى .
عرضت الأمرَ على أبى , و طلبتُ منه المشورة , أخبرنى :" أن المودةَ لا تُكمل علاقةً قد بُهت ضوؤها إلا إذا تَحَمَل كلا الطرفين الخسارةَ من أجلِ البقاء" !
و وضع القرارَ فى يدى , إن شاء اكملت أو لا , إن شاء زاد الفتور أو تلاشى , واتفقنا بأن أُعطى لـ قلبى وعقلى كفتين متساويتين فى القرار , حتى لا تَطغى المشاعر فـ أخسر بقيةَ العمر لأنى خذلت العقل أو َيطغى العقلُ فـ يزيد الفتور تجاه أى شىء !
ومهما كانت النتيجة فـ لن يتحملها إلا أنا , فـ رفقاً بـ ذاتى .
بعد فترة وجيزة , استأذنت أبى و أمى فى الدخول عليهما , و أبلغتهما قرارى . وكما وعدتُ أبى فقد حاولت أن أوازن فى حكمىَ عقلى وقلبى و أن أُصلح بينهما قدر المستطاع ... فإنى لا أزال أُصمم على اتخاذه !
فـ موعد زيارته وبعد التحية , أخذت أشرح له كيف بدأ إعجاب كلينا بالآخر .. نعم كان إعجاباً بالذات لذا حدث انجذاب كهذا بيننا .. لم نكن متعارضين فى الرأى , ولكن كان لكلٍ منا عالمه الخاص ولم نجد نقطة إلتقاء نجتمع عندها معاً .
أخبرنى أنه "أحسَ ذلك فى أفعالى خلال الفترةِ الماضية , حاول أن يمهلنى كى تستقر حيرتى ويجاهد نفسه كى يستطيع أن يحتوى خلجات نفسى المتبعثرة ولكنه فشل ".
رددت حينها : أنه لم يفشل ; لأنه حاول , والمحاولة هى أولى درجات النجاح . قد يكون مدخل نفسى لا يلائم طريقته فحسب .
بعد أن أخبرته لما توصلتُ إليه بعد تفكيرٍ طويل , أبديت شكرى له عن تلك الفترة , عن كل ما فعله من أجل إسعادى , عن كل محاولةٍ لتقريب دائرتىَ الاتصال . و فعل هو .
وانتهى الأمر ! لم يكن حباً بل كان إعجاباً فقط !
قالت هذا ولم أرى تلك اللمعة التى عهدتها , ولكنى رأيتُ الحيرة مكانها !
ربما ستفكر لاحقاً عن تبعاتِ القرار . ولكن ما تأكدت منه هو كما قال الرافعى :" إذا أردت أن تعرف الصواب , فـ تعلمه ممن أخطأ"
فـ نحن كثيراً ما ننجذب لبعضهم دون النظر فى نقاط المشاركة , وحينها تندفع قرارتنا , و ربما نخطىء تفسير مشاعرنا ..
كانت ذاته لها وذاتها له بمثابة الأسنان الذهبية اللامعة ولكن هيهات لتلك الأسنان أن تُتم رجلاً هَرِماً أو امرأةً عجوزاً , شيئاً مما ذهب عنهما !
لم يخدعهما المظهر هنا , و إنما خدعهما تفسيرمشاعرِهما ~
فـ إقامة علاقةٍ شبه أبدية كـ أمرِ الزواج , ربما يتطلب روحين تتوق إحداهما للأخرى , ولكن يتطلب بالأحرى روحين تلائم طريقة أحدهما للآخر وتعرفان مداخل نفسيهما , تلتقيان فى فضائهما الواسع ليتحد فكراهما لأجل أن يعين كلاهما الآخر فى وطأة الحياة .
كانا جميلين , ولكن جمالها لم يتفق ولم يُكمل بعضه بعضاً !
عندما أنهت حديثها , أخبرتها أنه يروق لى كثيراً * الرُقى فى أى علاقةٍ كانت * اكتملت أم لم تكتمل .. فـ انفصالُهما كان يزينه الهدوء كما زين خطبتهما من قبل .
ربما كان هدوءاً ظاهرياً فـ الحب لايعرف الهدوء !
أكاد أشعر بدقاتِ قلبها المتراقصة على أنغامِ قصةٍ عنه ; ترويها هى أو يقصها علينا أحدهم .
تقول :
" كان جميلاًمعى فى كلِ شىء " وتكمل عبارتها " إلا شيئاً واحداً لم يجتمع فكرانا "!
عندما تلاقينا للمرةِ الأولى أُعجَبت بذاته , سمعت من تقول لى : تمهلى , فـ الرضا عن جمالِ الوجه نصفُ القبول , وجمال الروح هو النصف الآخر . وأخذت تزيد عليَ كيف أفكر وأزن الأمور .
كنت حينها أبحث عن الذات .. أبحث عن ماهية روحه .. أبحث عن فضائه المتسع بأفكاره المحدود بزواره .. وأعجبنى ذلك فيه كثيراً !
مع مرور الوقتِ , بدأت أشعر ويكأنها الذات التى خُلقت لى , التى ستكملنى ; يعجبنى أحكامه التى يصدرها على الأمور , نظرته الثاقبة للمعنى , استرساله فى توضيح فكرته بدوافعها .. تيقنت وقتها أنى أريده هو .. لا أريد سواه .. ربما شعر بذلك أيضاً تجاهى , لا أعلم !
ربما..
اكتملت فرحةُ القلبِ بعد أن رآه مؤنساً له حينما أبلغتنى أمى بموعد الخطبة فـ ها قد شاء القدر للقلبين أن يجتمعا , أن يتلاقا فضاؤهما لتسبح فيه أفكارهما سوياً .. و قد تمت .
لا أعلم ما اعتال النفس من بعدها وما السبب وراء ما بدأت أشعر به بعد خطبتنا ; ربما لأننا تحدثنا أكثر من ذى قبل فـ رأيت حينها بُعد الروحين واختلافهما . ربما تعمقتُ فى التفكيرِ فى إتمام تلك العلاقة فـ ما زاد العقل إلا حيرةً وتردداً !
أو ربما كما أخبرتنى أمى أنه حسد , ويجب علىَ أن أقرأ المعوذتين كلما تلاعبت الفكرة فى رأسى !
أتدرين أى فكرة ؟!
لقد قررت الانفصال !
نعم.. بدأت جدياً أفكر فى قرارى هذا - وكما تعودت طيلة حياتى - أرى الأسباب والدوافع ومن ثم النتائج على هذا القرار .
بعدها عرضتُ الأمرَ على أمى , علها تُقدم لى نصيحةً قد غابت عن ذهنى , تناقشنا ولكنى لم أُعدل عن قرارى .
عرضت الأمرَ على أبى , و طلبتُ منه المشورة , أخبرنى :" أن المودةَ لا تُكمل علاقةً قد بُهت ضوؤها إلا إذا تَحَمَل كلا الطرفين الخسارةَ من أجلِ البقاء" !
و وضع القرارَ فى يدى , إن شاء اكملت أو لا , إن شاء زاد الفتور أو تلاشى , واتفقنا بأن أُعطى لـ قلبى وعقلى كفتين متساويتين فى القرار , حتى لا تَطغى المشاعر فـ أخسر بقيةَ العمر لأنى خذلت العقل أو َيطغى العقلُ فـ يزيد الفتور تجاه أى شىء !
ومهما كانت النتيجة فـ لن يتحملها إلا أنا , فـ رفقاً بـ ذاتى .
بعد فترة وجيزة , استأذنت أبى و أمى فى الدخول عليهما , و أبلغتهما قرارى . وكما وعدتُ أبى فقد حاولت أن أوازن فى حكمىَ عقلى وقلبى و أن أُصلح بينهما قدر المستطاع ... فإنى لا أزال أُصمم على اتخاذه !
فـ موعد زيارته وبعد التحية , أخذت أشرح له كيف بدأ إعجاب كلينا بالآخر .. نعم كان إعجاباً بالذات لذا حدث انجذاب كهذا بيننا .. لم نكن متعارضين فى الرأى , ولكن كان لكلٍ منا عالمه الخاص ولم نجد نقطة إلتقاء نجتمع عندها معاً .
أخبرنى أنه "أحسَ ذلك فى أفعالى خلال الفترةِ الماضية , حاول أن يمهلنى كى تستقر حيرتى ويجاهد نفسه كى يستطيع أن يحتوى خلجات نفسى المتبعثرة ولكنه فشل ".
رددت حينها : أنه لم يفشل ; لأنه حاول , والمحاولة هى أولى درجات النجاح . قد يكون مدخل نفسى لا يلائم طريقته فحسب .
بعد أن أخبرته لما توصلتُ إليه بعد تفكيرٍ طويل , أبديت شكرى له عن تلك الفترة , عن كل ما فعله من أجل إسعادى , عن كل محاولةٍ لتقريب دائرتىَ الاتصال . و فعل هو .
وانتهى الأمر ! لم يكن حباً بل كان إعجاباً فقط !
قالت هذا ولم أرى تلك اللمعة التى عهدتها , ولكنى رأيتُ الحيرة مكانها !
ربما ستفكر لاحقاً عن تبعاتِ القرار . ولكن ما تأكدت منه هو كما قال الرافعى :" إذا أردت أن تعرف الصواب , فـ تعلمه ممن أخطأ"
فـ نحن كثيراً ما ننجذب لبعضهم دون النظر فى نقاط المشاركة , وحينها تندفع قرارتنا , و ربما نخطىء تفسير مشاعرنا ..
كانت ذاته لها وذاتها له بمثابة الأسنان الذهبية اللامعة ولكن هيهات لتلك الأسنان أن تُتم رجلاً هَرِماً أو امرأةً عجوزاً , شيئاً مما ذهب عنهما !
لم يخدعهما المظهر هنا , و إنما خدعهما تفسيرمشاعرِهما ~
فـ إقامة علاقةٍ شبه أبدية كـ أمرِ الزواج , ربما يتطلب روحين تتوق إحداهما للأخرى , ولكن يتطلب بالأحرى روحين تلائم طريقة أحدهما للآخر وتعرفان مداخل نفسيهما , تلتقيان فى فضائهما الواسع ليتحد فكراهما لأجل أن يعين كلاهما الآخر فى وطأة الحياة .
كانا جميلين , ولكن جمالها لم يتفق ولم يُكمل بعضه بعضاً !
عندما أنهت حديثها , أخبرتها أنه يروق لى كثيراً * الرُقى فى أى علاقةٍ كانت * اكتملت أم لم تكتمل .. فـ انفصالُهما كان يزينه الهدوء كما زين خطبتهما من قبل .
ربما كان هدوءاً ظاهرياً فـ الحب لايعرف الهدوء !
تعليقات
إرسال تعليق